شيزوفرينيا

لبناتٌ نظلُ نصفها في بناء العمر لنرتفع حتى نطال السحاب
لتبقى القليل من الهوامش في الأركان لتكمل البناء زينة 
بيتٌ جميل متين الأساس والنهايات في مستوى القمة 
وآن الأوان لكي نسكن ونرتاح من عناء السنين 
أو ربما من هجير الخارج عنه ليكون الواحة المجهزة 
لبنات من سنين العمر وتجهيزات بذلنا الكثير من الوقت والجهد والمشاعر لتكون على اكمل وجه ... او هكذا نحاول 
حملتُ حقائب التعب واتجهتُ الى هناك حيث اعتدت ان اجد الراحة 
بسم الله الرحمن الرحيم وضعت مفتاحي 
وجدت ذلك الحزن يقف على بابه حاملاً اخطاراً لحضوري للمحكمة 
نظرتُ إلى أسباب الجرم فوجدتُ عقد أرضي مزور ومطالبة بإخلاء الدار
هم لايريدون الأرض بمبانيها بل بوراً لابناء يعلوها 
يصرون على ذلك 
وبين الدهشة التي لازمتني وبين حكم واجب النفاذ وبين طعن او استئناف ملغى من حسابات الحكم وجدتني فاغرة الفاه أتحرك فقط وفق خطوات
خطوات امسك فيها ماأهدم به أركان بنائي دون حتى محاولة لافراغه من محتواه فقط بيدي بنيت وبيدي انهيت 
هل من ألم يعادل هذا الألم ياصغيري 
اهرب من ألمك ياقلبي .. اركض بعيداً منهم وإليهم 
باعوني أرضاً ليست لي 
حكموا ولم يكونوا شهودا على الحكم 
وانا من ينفذ .. لكن ترى هل يحاسبون على زور العقد 
إلى أين قلبي .. 
شيزوفرينيا 
نعم إنه فصام الشخصية 
أفتح في كل يوم بابي حين يأتيني الزوار الى الأنقاض 
اتظاهر بأن البيت جميل ولازال الأثاث موجودا بداخله 
أرسم الابتسامة وأستقبل الضيوف بحرارة 
وحين يديرون ظهورهم وأغلق باب قلبي 
أبكي حتى تغرق أركان قلبي وتغرق المشاعر ولكن وحدها الآلام لاتغرق
الحزن لايغرق يعلم كيف يطفو 
وألمحها في اعينهم او ربما اسمع أفئدتهم حين تقول 
شيزوفيرينيا 
اعذروني فبين العقل والجنون شعرة أخشى انها انقطعت 
أو أخشى أن الصدمة كانت اكبر من استيعابي 
فادعيت أن البيت لايزال ولازلت ادعو الضيوف
نعم اكتب لهم نفس العنوان 
اصف لهم المعالم ويعلمون ان البيت لايخصني الان 
ولايقولون الا لاحول ولاقوة إلا بالله 
انا في كامل العقل 
لكنني بالبكاء اهرب
بالضحكات اهرب 
بالضجيج واللعب والقفز اهرب
وربما بالنوم اهرب 
ليته ذلك الحزن الذي أخبرني بقرار الازالة يلاحقني ليذهب بأوراقي الى المفتي .. فيحكم بالاعدام قتلا
فقلبي قد حكم بالاعدام حباً لتبقى الأطلال شاهدة على قلب كان يوماً هناك

حقيقة

قالت في غضب: الى متى تلعبين دور الشمعة
قلت: حتى لاأملك ماأذيبه مني
قالت: ستحترقين ولن يشعروا
قلت:أمارسه بمتعة وألمي من ذاتي 
قالت:غبية
قلت: هكذا تخبرني أفعالهم 
قالت: لماذا تستمرين؟
قلت: لأنني أستمتع بالضياء واكره العتمة 
قالت : اما من شمعة؟
قلت: ماعدت أرجوها وماعدت أنتظرها فالانتظار ألم آخر
قالت: ثم ماذا؟
التزمت حينها الصمت وفضلت الاحتراق بهدوء في ذلك الرك نسأكون هناك حين يرجون ضياءا .. وسأرجوهم الآن أن لايحاولوا اضاءتها حين يختفي فتيلها 



يسألني لماذا ؟

لزمنٍ كبير نظرتُ لحمرتهِا القانية .. ظننتها حمرةَ بهاء 
نعم أخي ظننتها حياةً تلكَ التي تعاصرني 
زادت الحمرةُ حد لفت العقل .. تعمقت وتعمقت
وكلما اوغلت في التفكير تصاعدت روائح لاتنبئ بالياسمين 
لاتخبر عن الورود .. جذبتني لأستمر لأصل الى منبع الداء
توهمت أخي أنني سأجد الدواء ولكنني تعمقت في الأعفان 
احاطتني الدماء من كل جانب فادركت سر الحمرة في وجنة الحياة 
ليست حمرة خجل ... هي لاتخجل 
وليست بهاءا .. فهي غانية شمطاء تجذبك لتغرق في الإثم فلاتحبها ولاتكرهها
حمرة دماء مر عليها زمن كبير فتجاوزت حد العفن
اصبحت بؤرة له ومصدر وباء 
اضحك اخي ... فحين تعمقت وغصت وجدتني قريبة جدا
حتى دققت القلب فوجدته قلبي وجدتني في هذا العمق 
لستُ ادري هل يكفيني الانهيار .. هل وجب الاحتضار ؟؟ 
لاتسألني كيف حالك ؟ لاتقل لي لماذا وكيف ؟
سؤالك اكبر من طاقة الحصر عندي وإجابتي قد تبدو لك كطالب ضعيف لم يقرأ المنهج جيدا ... بلى بلى 
لقد قرأته وحفظته عن ظهر قلب لكنني لا أملك آلية لوضعه كاملاً جوابا للسؤال ولاأملك له اختصارا يصيبه بالخلل 
اكتسبتُ شرعية زائفة .. وأكسبتُ الجميع شرعية زائفة 
حتى حين أكون بين الحياة والموت 
أجدني وحيدة 
فأنا وبلاحزن وبلا ألم شهيدة قتلت ملايين المرات 
أرأيت من يقتلونه وقلبه يقتله وروحه تقتله جسد يأكل بعضه ويأكله سرطانه وياكلونه ... ولم تنفذ الجثة بعد 
اسألني الآن 
من أنا ؟؟ ثم حين أصل لي سأخبرك كيف حالي فحين الوصول سأشعر بها
فقدتها وافتقدتها بشدة تلك المرحة الجميلة كانت 
حتى الذكريات لم أهنأ بكونهاسعيدة 
أليس مؤلم أن تظل طوال عمرك تقرأ كتاباً لتنهيه او تقارب انهاءه لتنظر لعنوانه فتجد أنك طوال هذا الوقت تقرأ الكتاب الخاطئ 
احباط يمنعك من اكماله 
وعنوان يمنعك من استمتاع بماقرات وماسوف تقرأ 
كم مرة يجب ان نموت بعد لتنزع الروح 
كيف حالي !!
لا زالت أموت .. أسألك اللهم حياة ورضى 
أو موتاً على غير قيد حياة 

بعض حياة لإتمام الموت

تُرى .. ماهذا القلبُ لايموت !!
ألا تزالُ مشاعرهُ في عذريةٍ من صناعةِ خياله ؟
أم أنها انتهكت منذ زمنٍ في سُكْرٍ ما .. أو إثمٍ ما .. أوربما اغتصبت طواعية !!
فالأول بالعقل يذهب والثاني بالإيمان يذهب والثالث ربما أحبهُ جسد القلب وتأباه الروح !!
هل تغتصب المشاعر ؟؟
هل نلقي باللوم على زمانٍ واهلهِ لازالوا يجلدون دون توقف 
خرجت الروح تصرخ فيهم 
أن اسمعوا 
اسمعوا 
فما توقفوا جلداً ولاحاكموها ولاأذنبت !!
فقد أرادت الروح أن تخبرهم 
أن الضرب للأموات محرم 
وأن للأموات حرمة تصان بالدفن 
أرادت الروح أن تسألهم فقط متى الجنازة ؟؟ 
فقط اتركوها تمارس الموت في هدوء 
دون طقوس تعذيبكم فلايزال لديها الكثير من الطقوس 
من نفسها لنفسها 
لاتزال بها بعض حياة لكي لايثكلها محب 
لاتزال تحاول رفع أنقاضها حتى يغادر السكان فلم يعد بيتها صالحا للحب ولا للترميم 
لاتحاولوا ازاله الصبار ولانبش القبور لاتحرموها حياة فوق موت 
فيكون موت على موت 
ماتت ياقوم فاتركوها 
يامن تجلدون انها تحبكم 
يامن تعتبون انها تحبكم 
يامن تخليتم عنها انها تحبكم 
يامن تسكنون لاتريدكم ولازالت تحبكم 
فلتعلنوا حالة الطوارئ 
ليتم اخلاء قلبها بسلام .. لتموت بسلام .. ولاتتركو الجثة للنسور 
ادفنوها وليتفرق حبها بين القلوب 
وليكن على كل قلب وردة لتحيا ابداً فيكم