فصل الخطاب

قد جاءني منكَ البيانُ وكنتَ فيهِ الفيصلُ
أيكونُ راعٍ للديارِ يصونها وعن الرعيةِ يغفلُ
أم حينَ يُتركُ البستانُ قيدَ جفافهِ لايَذبُلُ
أم خلتمُ أنا جماداً لانعي !! والقلبُ عنكم يسألُ
أم هل ظننتم أنناأهلُ النفاقِ ! فإننا قبلَ الحديثِ لَنَفْعَلُ
إن أخطأ القلبُ الظنونَ أيستباحُ ويُقتَلُ!!
كنا نخالُ بأننا قيد الأخوةٍ حاضراً لانُهمَلُ
والقلبُ يمنحُ فيضهُ ولمثلكم لايبخلُ
كنا نحاكمُ دهرنا في عدلكم .. بالعقلِ منكم يخجلُ
وإذا الشدائد قاربت منكم فؤاداًويلها فضياؤكم لايأفلُ
وحقيقةٌ قد لايعيها قلبنا بعد الأسى أن المشاعرَ تَخْذِلُ
خالت قطيرات المياهِ بأنها بحرٌ والبخرُ منها يأكلُ
وتصاعدت حتى الفضاءِ وأيقنت أن البحارَ بقطرها لاتحفلُ
وبأن شمسا في البرايا نورها ماضرها ذراتُ رملٍ ترحلُ
من حقكم أن لاأكون بنسجكم خيطاً يحيكُ ويُكملُ
لكن نجمي سره أن كان يوماً في سماءٍ تُذهلُ
ولتعذروا كِبرَ المُحب إذا تعدى حدهُ فعنِ القلوبِ سيرحلُ